في فلمه الأخير بلانيت سيتي يطرح المعماري والمصمم والمخرج ليام يونغ إشكالية مستقبلنا المعماري- السكني- الاجتماعي: هل المدينة هي الحل أم الريف أم الضواحي؟
في هذا الفلم الذي يبدو للوهلة الأولى فانتازيا من الخيال الهندسي، يبني يونغ مدينة واحدة تتسع لعشرة مليارات نسمة (وهو عدد سكان الأرض المتوقع في عام 2050) ويقدم لنا تصوره للكيفية التي سيعيش بها البشر في هذه المدينة في مستقبل قريب جدا هو جيل أبنائنا.
ما يهمنا، كمهندسين من هذا الفلم، هو الأسئلة المطروحة والتي تهم كل إنسان ولكن بالأخص المهندسين المعماريين والمصممين كي يعملوا على ابتكار الحلول لهذه الأسئلة. المستقبل ليس وردياً، بل هو قاتماً كما يقدمه يونغ، وما من أحد يمتلك حتى الآن أجوبة نهائية: هل نعود إلى مجتمع القرية حيث الأبقار تبتسم من شدة السعادة؟ هل نزيد من ارتفاع الأبراج مثلما فعلت هونغ كونغ مثلاً؟ هل نحدد النسل كي لا يصل عدد سكان الأرض إلى عشرة مليارات نسمة في 2050؟
إذا طبقنا فكرة يونغ في هذا الواقع مستعينين بنموذج هونغ كونغ أو مانهاتن السكني، فإن العشرة مليارات نسمة يمكنهم أن يعيشوا مجتمعين في مساحة لا تزيد عن مساحة ألمانيا. لكن هل هذا الحل ممكن وهل يمكننا إنقاذ الكوكب به؟؟
العاملون في تصميم المدن يعرفون بعض الأرقام المحيرة مثل: الكثافة السكانية في باريس، الخالية من الأبراج تقريبا، هي 20200 نسمة في كل كيلو متر مربع، بينما لا تزيد هذه النسبة في وسط غابة الاسمنت في شانغهاي ال عن 7500 نسمة للمساحة نفسها. كيف ذلك؟ من يهمه الأمر يمكن أن يفكر ويبحث عن الإجابات
يونغ يقول لنا: فكر قبل أن ترسم. تخيل المستقبل قبل أن تبنيه. كن جزءاً من الحل وإلا ستكون أنت المشكلة.
فلم مدينة الكوكب” يمثل فكرة خيالية مستندة إلى الأبحاث والإحصاءات والمعرفة الشعبية. هذا العمل هو نتيجة تعاون بين مختلف الثقافات والأصوات، وتم دعمه من قبل مجموعة من العلماء والمفكرين والخبراء البارزين على الساحة الدولية. هو ليس فكرة خيالية، بل نظرة متميزة إلى مستقبلنا وتقييم حقيقي للتحديات البيئية والسكنية المعمارية التي نواجهها حاليًا والتي تتفاقم يوما بعد يوم
