في إحدى المقابلات التلفزيونية سُئِلَ الشيخ زايد عن سر اهتمامه في هذه الشجرة على الرغم من أنها غير مثمرة مثل أشجار النخيل؟ فكان جوابه درساً عفوياً سابقاً لزمانه في الحفاظ على البيئة والطاقة النظيفة وقد قال عنها: لقد كانت المأوى والغذاء للعديد من الكائنات البحرية، وحمت شواطئنا من العواصف الرملية، واستخدم آباؤنا أخشابها في بناء بيوتهم وقوارب الصيد والسفن، وكانت أخشابها وأوراقها اليابسة وقود أمهاتنا في المطبخ. إنها سرُّ بقائنا في هذه المنطقة

عُرف عن الشيخ زايد (طيب الله ثراه) اهتمامه الشديد بالأشجار والطبيعة، ومنذ بدايات الاتحاد وجه بالقيام بالعديد من التجارب المحلية في مجال الزراعة الصحراوية. لكن أكثر ما كان ينقل عنه هو اهتمامه الشخصي بكل شجرة ونبتة محلية. لكنه أولى أشجار القَر (المانغروف) اهتماما استثنائياً، فأطلق العديد من المبادرات للحفاظ عليها وتعزيز نموها في المناطق الساحلية في الإمارات، وشجع على إعادة تأهيل الأراضي الرطبة وزراعة المزيد من أشجار المانغروف، معتبرًا ذلك جزءًا من التراث الثقافي والطبيعي للبلا

واليوم تؤكد الدراسات الحديثة صحة وأهمية ما قاله الشيخ زايد عن هذه الشجرة، التي تحمل في طياتها أسرار الحياة البحرية والبرية، فقد ساهمت جذورها المتشابكة في تنقية المياه وحماية الشواطئ من التآكل، ولعبت دوراً رئيسياً في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم اقتصاد ما قبل النفط

لكن ومثل غيرها من عناصر الطبيعة تواجه شجرة المانغروف تحديات تهدد بقاءها. مثل التغير المناخي والتوسع العمراني والتلوث. لكن، هناك جهود متزايدة لحماية هذه الأشجار وإعادة تأهيلها، تقديراً لدورها في الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي لدولة الإمارات

تبقى شجرة المانغروف رمزاً للحياة المتجددة والمستدامة في الإمارات، ومبادرات الدولة في الحفاظ عليها تعكس التزام المجتمع بالاستدامة واحترام الطبيعة، وتعزز رؤية الشيخ زايد البيئية والحفاظ على إرثه الدائم في وقت تسير فيه الإمارات بخطى واثقة نحو منظومة الاقتصاد الأخضر المستدام

ملاحظة: ما نُقل عن الشيخ زايد هو صياغة من المحرر لمضمون ما جاء في تلك المقابلة القديمة والتي يصعب الحصول عليها حالياً. مما اقتضى التنويه